جابر سركيس.. رمز الثقافة والأدب في محافظة الغربية

بقلم : محسن سمير
جابر سركيس هو أحد الشخصيات الأدبية والثقافية البارزة في مصر، خاصة في محافظة الغربية. أسهم في تعزيز الحركة الثقافية، سواء من خلال عمله ككاتب أو من خلال إدارته لمؤسسات ثقافية هامة. لم يقتصر دوره على الكتابة والنقد الأدبي، بل امتد ليشمل دعم وتطوير النشاط الثقافي في محافظة الغربية، مما جعله واحدًا من رموز الثقافة في مصر.
النشأة والحياة المبكرة
ولد جابر سركيس في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، إحدى المدن المصرية التي تمتاز بتاريخ ثقافي وأدبي حافل. منذ صغره، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالأدب والكتابة، وكان قارئًا نهمًا للأدب العربي والعالمي. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس طنطا، ثم التحق بالجامعة لدراسة الأدب العربي، حيث صقل مهاراته في الكتابة النقدية والإبداعية.
المسيرة المهنية
العمل الصحفي والأدبي
بدأ جابر سركيس حياته المهنية ككاتب وصحفي، حيث نشر العديد من المقالات الأدبية والنقدية في الصحف والمجلات المصرية. لم يقتصر نشاطه على الكتابة فقط، بل تولى مناصب إدارية في المجال الثقافي، حيث شغل منصب مدير عام ثقافة الغربية. في هذا الدور، عمل على تنشيط الفعاليات الثقافية، وتشجيع المواهب الأدبية الشابة، وتعزيز التواصل بين الأدباء والمثقفين في المحافظة وخارجها.
عمله الصحفي امتد ليشمل تحليل القضايا الثقافية الكبرى، وتسليط الضوء على المشكلات التي تواجه المشهد الثقافي المصري، كما كان له دور بارز في تقديم قراءات نقدية للأعمال الأدبية الحديثة، مما ساعد في تطوير الذائقة الأدبية للقراء.
العمل الإداري والثقافي
بجانب عمله الصحفي، لعب جابر سركيس دورًا إداريًا هامًا في قطاع الثقافة، حيث ساهم في وضع استراتيجيات للنهوض بالحركة الثقافية في محافظة الغربية. من خلال إدارته للثقافة بالمحافظة، نجح في تنظيم العديد من المهرجانات والفعاليات الأدبية التي جذبت انتباه الأدباء والنقاد من مختلف أنحاء مصر.
إسهاماته الثقافية
1. دعم الحركة الثقافية
ساهم جابر سركيس في إطلاق العديد من المهرجانات الأدبية والفنية في محافظة الغربية، مثل:
مهرجانات الشعر والقصة القصيرة.
الندوات النقدية التي تناقش القضايا الأدبية والثقافية.
معارض الكتاب التي تستضيف كبار الأدباء والمفكرين.
كان لهذه الفعاليات دور هام في نشر الثقافة الأدبية بين الشباب، وتشجيعهم على ممارسة الكتابة، بالإضافة إلى خلق بيئة حوارية خصبة بين الأجيال المختلفة من الأدباء والمثقفين.
2. الكتابة الصحفية
نشر جابر سركيس العديد من المقالات النقدية والثقافية في صحف مثل الأهرام والوطن، حيث تناول قضايا أدبية وفكرية معاصرة، وسلط الضوء على أعمال الأدباء الجدد. كما قدم تحليلات نقدية معمقة لروايات ودواوين شعرية حديثة، مما ساهم في إبراز مواهب أدبية جديدة.
3. النشاط المجتمعي
لم يكن دوره مقتصرًا على الكتابة، بل كان له دور بارز في المجتمع الثقافي، حيث نظم لقاءات أدبية وفنية جمعت بين الأدباء والشعراء من مختلف المحافظات، ما عزز روح التعاون الثقافي.
عمله المجتمعي امتد ليشمل إقامة ورش تدريبية للشباب المهتمين بالأدب، حيث وفر لهم منصة للتعبير عن أنفسهم، وتطوير مهاراتهم في الكتابة.
التكريم والجوائز
تم تكريم جابر سركيس في العديد من الفعاليات الثقافية تقديرًا لدوره البارز في دعم الحركة الثقافية. من أبرز هذه التكريمات:
تكريمه في احتفالية “يوم الثقافة وصُنَّاع الهوية”.
تقديره كمدير عام الثقافة الأسبق في محافظة الغربية.
شهادات تقدير من وزارة الثقافة المصرية لدعمه المستمر للثقافة والأدب.
حصل أيضًا على جوائز تقديرية من مؤسسات ثقافية مختلفة، نظرًا لإسهاماته في النقد الأدبي وإدارة المشهد الثقافي المصري.
أثره على الأجيال الجديدة
كان لجابر سركيس دور كبير في دعم الأدباء الشباب، حيث عمل على توفير منصات لهم لنشر أعمالهم والمشاركة في الفعاليات الأدبية. كما شجع الأجيال الجديدة على القراءة والكتابة، مما ساهم في خلق جيل جديد من المبدعين في محافظة الغربية.
من خلال عمله، استطاع أن يخلق بيئة داعمة للأدباء الشباب، حيث عمل على إبراز مواهبهم، ومساعدتهم في نشر أعمالهم، مما ساعد في تطور المشهد الأدبي في المحافظة.
أهم مؤلفاته
بالإضافة إلى عمله الإداري والصحفي، أصدر جابر سركيس عددًا من الكتب التي تناولت النقد الأدبي وقضايا الثقافة. ومن أبرز مؤلفاته:
“أضواء على الأدب المعاصر” – دراسة نقدية للأدب العربي الحديث.
“الثقافة في مصر: التحديات والفرص” – تحليل لواقع الثقافة المصرية.
“وجوه أدبية” – مجموعة من المقالات التي تسلط الضوء على أدباء مصر والعالم العربي.
تعد مؤلفاته مرجعًا هامًا لكل من يهتم بالنقد الأدبي، حيث قدم فيها رؤى تحليلية معمقة للأعمال الأدبية.
الإرث الثقافي
ترك جابر سركيس إرثًا ثقافيًا غنيًا، حيث ساهمت أعماله في إثراء المشهد الأدبي المصري. لا تزال مقالاته النقدية وكتبه تحظى باهتمام القراء والباحثين، كما أن دوره في دعم الثقافة لا يزال يُذكر حتى اليوم.
كما أن تأثيره لم يقتصر فقط على محافظة الغربية، بل امتد ليشمل المشهد الثقافي المصري بشكل عام، حيث كان له دور في تشكيل الوعي الثقافي لكثير من الشباب والمثقفين.
الختام
يُعد جابر سركيس من الشخصيات الثقافية التي تركت أثرًا كبيرًا في المشهد الأدبي المصري، خاصة في محافظة الغربية. بفضل جهوده في دعم الحركة الثقافية، أصبح رمزًا للإبداع والنقد الأدبي، وأحد أهم الأسماء التي ساهمت في تطور الثقافة المصرية الحديثة. لا تزال أعماله وجهوده تلهم العديد من الأدباء والكتاب في مصر والعالم العربي.
سيظل إرثه الأدبي والثقافي حيًا في ذاكرة الأجيال القادمة، وسيبقى اسمه محفورًا في سجل الثقافة المصرية كواحد من أعمدتها البارزين.