بأقلامهم

حين يغيب الضمير.. ماذا سيحدث بالوطن؟

بقلم: ا.د. جيهان رجب

قال أمير الشعراء أحمد شوقي: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.”، بهذه الكلمات القليلة وضع شوقي حجر الأساس لأي حديث عن بناء الأوطان ، فالأوطان لا تبنى فقط بالمباني والطرق ، بل تبنى بالعدل، بالضمير الحي، وبقيم الأخلاق الرفيعة ، عندما يتفشى الفساد، ويسود الظلم، ويغتال الضمير، يصبح بناء الوطن مهمة مستحيلة.

ما نشهده اليوم من مشاهد مؤلمة، كاعتداء على الأطفال في المدارس دون أدنى حماية أو محاسبة، ومرور الجرائم دون محاسبة حقيقية، ما هو إلا انعكاس لفجوة أخلاقية باتت تتسع يوما بعد يوم.
وزير التعليم، الذي يفترض أن يكون القدوة والحارس الأول لعقول الأجيال، يعتلي منصبه دون شهادة علمية موثوقة، في سابقة تهين العلم قبل أن تهين المنصب( اذا كل ما يقال على وسائل التواصل حقيقى⁉️ ).
الكثير من المناصب ، التي كان ينبغي أن تكون منابر للحق والمصلحة العامة، أصبحت تباع بالواسطة والمال ، بلا اعتبار للكفاءة أو الأمانة.هكذا يقتل الأمل في النفوس الصغيرة التي تحلم بغد أفضل، وهكذا يتم اغتيال فكرة العدالة من جذورها.لا يكفي أن نشيد الأبنية، ولا أن نزين الشوارع، ولا أن نتفاخر بالمشروعات الكبرى، طالما أن الضمير ميت والعدل غائب ،فكل إنجاز مادي لن يصمد طويلا في ظل فساد القلوب وضعف الأخلاق.
إن الفساد ليس مجرد خطأ إداري أو أخلاقي، بل سرطان يأكل روح المجتمع،الظلم لا يدمر المظلوم فقط، بل يهدم الثقة العامة، ويزرع الخوف والكراهية،وكل إصلاح اقتصادي أو عمراني لن يؤتي ثماره ما لم يسبقه إصلاح في الضمائر والعقول.لذلك، إذا أردنا مستقبلا مشرقا لأوطاننا، فعلينا أن نبدأ بالإصلاح الحقيقي….بغرس قيم الأمانة، بنشر ثقافة العدالة، بإعلاء الكفاءة فوق المصالح، وبإحياء الضمائر قبل تشييد الجدران.
الوطن ليس ترابا فقط، بل هو روح وقيم وعدالة،إن أردنا وطنا قويا، فلنحيِ الضمائر أولا، ولنعلم أن بناء الإنسان أهم من بناء الحجر.‼️‼️
“فلا وطن يبنى فوق جثث الأخلاق، ولا مستقبل يشرق بليل الظلم الطويل.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى