معارض

24 عملا عن الذات والهوية.. قصور الثقافة تفتتح معرض “تجربة شخصية” بالبحيرة

شهد قصر ثقافة دمنهور، انطلاق معرض “تجربة شخصية”، ضمن مشروع المعارض الطوافة، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة لتنشيط الحركة التشكيلية بالأقاليم، وتعزيز التفاعل بين الفنانين والجمهور المحلي.

افتتح المعرض محمد البسيوني، مدير عام فرع ثقافة البحيرة، بحضور د. عادل مصطفى، أستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، والفنان التشكيلي عماد كشك، ومنار الخولي، مديرة بيت ثقافة كوم حمادة، إلى جانب نخبة من الفنانين التشكيليين والإعلاميين.

يقام المعرض بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويتضمن 24 عملا فنيا متنوعا، شاركت بها خمس فنانات بتقديم مختارات من تجاربهن الفنية التي تنوعت من حيث الأساليب والرؤى، وعبرت عن الذات وتجلياتها التعبيرية، وهن: د. أميرة الهندوم، منى القماح، وفاء زغلول، سارة عبد القادر، ودينا رحومة.

وفاء زغلول: رموز سريالية بين الغابة وفلسطين وأفريقيا

عبرت الفنانات عن سعادتهن بالمشاركة، وأوضحت الفنانة وفاء زغلول أنها شاركت في المعرض بسبع لوحات تنتمي إلى المدرسة السريالية بأسلوب مبسط يمزج بين الفكر والرمزية، وتحمل كل لوحة رؤية خاصة وقصة مختلفة، وجاءت اللوحة الأولى لتعكس مشاعر الوحدة وسط الظلام من خلال فتاة تقف وسط الغابة مرتدية فستانا أبيض وخلفها حصان أبيض، وتجسد حالتها النفسية، أما اللوحة الثانية تصور خريطة فلسطين وتمثال حجري لطفل محطم، ينزف منه الدم وتحيط به حجارة تنبت منها زهور، كرمزية لاستمرار المقاومة والأمل.
وأضافت أن اللوحة الثالثة تأتي بعنوان “أينما وجدت تنقلب الصحراء بستان”، وتحمل رموزا سريالية فالكتاب يدل على الثقافة، والمركب تمثل السفر والترحال، والمرأة تمثل مصدر الحياة على الأرض.
وعن اللوحة الرابعة، قالت: تصور صانع فخار في مصر، وتحمل بعض رموز الحضارة المصرية القديمة، أما الخامسة فجاءت بعنوان “أفريقيا، شلال الخير”، وتظهر بها امرأة إفريقية بفستان أبيض ينهمر منه شلال، ويظهر بها أطفال بملامح متنوعة، كرمزية لتعدد الثقافات في القارة.
وأشارت أن اللوحة السادسة تعكس رحلة الحياة من خلال زوجين يرقصان على مكتب بحارة، وتحيط بهما رموز البحر القديمة من: بوصلة، تلسكوب، حبال، ونظارات، في دلالة على متعة الرحلة ورمزية الزمن.
فيما ترمز اللوحة السابعة إلى البعث والاستمرار وتداخل الموت بالحياة، من خلال هيكل عظمي بجانبه فتاة ترتدي فستانا أبيض، تجلس على سور حجري أسفله بعض النباتات وتنظر بأمل نحو المستقبل.

أميرة الهندوم: المرأة المصرية والموروث الشخصي في لوحات متعددة الوسائط

وقالت د. أميرة الهندوم، أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية: شاركت بأربعة لوحات، كل لوحة بمثابة تجربة فنية مختلفة، ولكن يجمعهم خيط فكري مشترك، باستخدام الوسائط المتعددة (Mixed Media) أى الدمج بين الخامات وتقنيات الرسم.
وتابعت قائلة: جسدت اللوحة الأولى المرأة المصرية كبطلة مركزية، تصور بجناحين غير متكافئين، في إشارة رمزية إلى اختلال التوازن في حياتها نتيجة تعدد المسئوليات والضغوط اليومية، سواء الأسرية أو المجتمعية.
أما اللوحتان “حنين”، يعكسان ذكريات شخصية، من خلال الدمج بين ألوان الأكريليك وقطع الخشب وورق الجرائد إلى جانب بعض الصور العائلية، في محاولة فنية لاستحضار دفء الماضي والتعبير عن مشاعر الشوق والحنين.
وأضافت أن اللوحة الأخيرة تتكون من ثلاث قطع مستوحاة من البيئة البحرية وتم التعبير عن ذلك من خلال استخدام الألوان والعجائن المختلفة لتقديم تكوين بصري يعبر عن العلاقة بين الفنان وذاكرته البصرية.

سارة عبد القادر: الفوبيا كمدخل لتفكيك الذات

وشاركت الفنانة سارة عبد القادر، بست لوحات عن موضوع “الفوبيا”، كمدخل رمزي لتجسيد مشاعر المرأة وسعيها نحو الاستقلال والتعبير عن ذاتها، مستخدمة تقنيات ومقاسات متنوعة.

منى القماح: زخارف ما بعد الحداثة

وكشفت الفنانة منى القماح، أخصائي الفنون التشكيلية بقصر ثقافة كفر الدوار، عن مشاركتها بثلاثة لوحات عن الفن الشعبي فيما بعد الحداثة، استعانت خلالهم بالزخارف والرموز القديمة في سياق معاصر، مستخدمة مزيجا لونيا يجمع بين الألوان الحارة والباردة.

دينا رحومة: الجلد والخيوط في عالم رمزي

أما الفنانة دينا رحومة، أستاذ مساعد بكلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية، اعتمدت في أعمالها الأربعة على الأشغال اليدوية باستخدام خامات مثل الجلد الطبيعي والخيوط، ومزجت بين صفات الطاووس والبومة في لوحتين، فحرية الطاووس وجمال ألوانه تقابلها نظرات البومة العميقة والغامضة.
فيما قدمت في اللوحتين الأخريين تفاصيل بصرية دقيقة مستوحاة من المدرسة السريالية.

واختتمت الفعاليات بتكريم الفنانات المشاركات ومنحهن شهادات تقدير، لمساهماتهن الفنية المتنوعة والمتميزة.

وينفذ المعرض من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية برئاسة ڤيڤيان البتانوني، بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة البحيرة، ويأتي في سياق دعم الهيئة للفنانين التشكيليين وتمكينهم من تقديم رؤاهم الفنية للجمهور المحلي، وتستمر فعاليات المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى