بأقلامهم

لماذا لا نرى أقوام يأجوج ومأجوج رغم العلم الحديث وتوافر الأقمار الصناعية؟!

بقلم : د. محمد سيد صالح

أولًا:مساحة الكرة الأرضية أكثر من ٥٠٠ مليون كيلو متر مربع. وعدد دول العالم الاعضاء للأمم المتحدة ١٩٣ دولة من بينهم جمهورية مصر العربية والتي يبلغ مساحتها مليون و٢٠٠ كيلو متر مربع تقريبًا وفي أجزاء من هذه المساحة يقع أثار مصر القديمة ومع ذلك وفقًا لكلام عالم الأثار والمصريات المصري زاهي حواس أنه لم يُكتشف من هذه الأثار إلا ٣٠ % فقط أي أن هناك ٧٠% من آثار مصر لم يكتشف بعد، في ظل العالم التكنولوجي العظيم. وعليه فإذا كان العلم الحديث لم يستطع الكشف عن ٧٠% من آثار مصر القديمة والتي تقع في أجزاء بسيطة داخل جزء بسيط في محيط الكرة الأرضية العظيم فكيف له -أي للعلم- أن يكون قد أحاط بكل جوانب ودقائق الكرة الأرضية كافة؟! هذا مُحال. كما أن تصوير الكرة الأرضية مقتصر على التصوير الخارجي لسطح الأرض وعلى مسافة بعيدة للغاية لا يرى منها شئ من التفاصيل اطلاقًا فضلًا على ما في جوفه أو ما فيه باطنه، فكيف لك الاستدلال بالأقمار الصناعية إذن؟!

ثانيًا: نحن نعلم أن خروج يأجوج ومأجوج من أشراط وعلامات الساعة الكبرى والساعة لم تأت بعد فكيف يكشف الله لنا شيئًا لم يأذن بموعده؟!

ثالثًا: وان افترضنا جدلًا أن الأقمار الصناعية الحديثة والمطورة استطاعت أن تُلم بدقائق الكرة الأرضية وتفاصيلها فهل هذا يُلزم أن نرى كل شئ حقًا إن لم يشأ الله ذلك؟! حتمًا لا، لأننا خلق الله ونعيش على أرض الله وبقوانين الله والإنسان حينما صنع الأقمار الصناعية فهو لم يأتِ بمكوناتها من العدم إنما آتى بها من موارد الله ثم استخدم عقله الذي وهبه الله إياه ليصنع اشياء تنفع البشرية وفقًا للقوانين التي قننها الله، فنحن جميعًا من إنسان وحيوان ونبات وجماد لن نتعدى قدرة الله، فإن اشاء الله أن يعطل قدراتنا لرؤية شئ على أرضه لفعل، وهذا ليس فيه عجب، بل يحدث معنا أشياءًا كل يوم تؤكد أن الإنسان قد يغفل عن الأشياء الملاصقة له والتي تقع تحت حسه المباشر فقد يبحث الواحد منا عن مفاتيح سيارته أو عن قلمه أو نظارته وهي في يده، بل قد يبحث الواحد منا على هاتفه وهو ماسك له بيده فإذا كان هذا حالنا مع الاشياء الملاصقة لنا بشكل مباشر فكيف بالأشياء الغير ملاصقة؟!

رابعًا: إيمان المؤمن يتحقق بتصديقه للغيبيات قال تعالى: ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ …). كي يتحقق إيمان المؤمن فعليه أن يؤمن بالغيبيات بعدما اطمئن قلبه بصحة الإسلام مما وجد من مجموع الأدلة والبراهين القاطعة على صحته، والذي به يتحقق سلامة الاختبار الدنيوي الذي آراده الله، ولو أطلعنا الله على الغيب وقتها سيكون لا معنى للإيمان لأنك لم تؤمن إلا بكشف الغيب ووقتها ستكون مجبرًا مقهورًا على الطاعة لا مخيرًا لهول ما رأيت من معجزات، وهذا ما أخبرنا عنه المولى سبحانه وتعالى بكل وضوح قال تعالى: ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ). أي لو شاء الله سبحانه وتعالى لنزل على عباده آية أو معجزة تخضع بها أعناقهم وتجبر على الطاعة ويضيع بها محل الإيمان والاختيار.

الخلاصة:
١.لم يكتشف العلم الحديث كل ما هو على الكرة الأرضية.
٢.وإن استطاع العلم الحديث رؤية كافة جوانب الكرة الأرضية فلا يلزم ذلك أن يتعدى العلم قدرة الله فالعلم والخلق والكون بيده وهو قادر على تعطيل الأدوات العلمية حتى لا تصل لما لا يريد الله للعلم والعلماء أن يصلوا إليه.
٣. حجب الغيبيات يتحقق به سلامة الاختبار الدنيوي الواقع على الإنسان.

شئ من ردي على هذه الشبهة ضمن كتابي: ( مائة شبهة حول الإسلام ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى